وفي الصحيحين عن
أبي هريرة وعمرو بن العاص رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«إِذَا اجْتَهَدَ الْحَاكِمُ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا اجْتَهَدَ
فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ» ([1])،
****
وطلب الرزق وفعل الأسباب، هو من قدر الله، لا يعارض القدر، تقول: إن كان
الله مقدرًا لي شيئًا، فسوف يأتيني، ما يأتيك إلاَّ بسبب، إلاَّ إذا فعلت السبب،
فإذا فعلت السبب، قد يأتيك المطلوب، وقد لا يأتيك، ولله الحكمة في ذلك، قد يكون
عدم حصوله لك أحسن لك، فلا تجزع ولا تسخط، «وَإِنْ
أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا،
وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ
الشَّيْطَانِ»، فيصبح الإنسان في قلق: لماذا لم أفعل كذا؟ أنا الذي خربت. لا
تلم نفسك، ولا تلم القدر، شيء فعلت فيه السبب، ولم يحصل، تؤمن بالله عز وجل، وتعلم
أنه لو قُدِّر، لحصل، لكنه لم يقدر، «قَدَرُ
اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ».
الشاهد من الحديث: هو أوله: «الْمُؤْمِنُ
الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ»؛ لا
بالنسب، ولا بالشرف، ولا بالحسب، إنما هو بالعمل، قال سبحانه وتعالى: «مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ
بِهِ نَسَبُهُ» ([2]).
فدل على أن الحكام يتفاضلون، وهم العلماء، يتفاضلون في طلب الحكم الشرعي من الأدلة، يتفاضلون في ذلك، فمنهم من يصيب الحكم الشرعي باجتهاده، فيكون له أجران - أجر الاجتهاد، وأجر
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7352)، ومسلم رقم (1716).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد