×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وقد قال الله تعالى: ﴿لَا يَسۡتَوِي مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ ٱلۡفَتۡحِ وَقَٰتَلَۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَعۡظَمُ دَرَجَةٗ مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِنۢ بَعۡدُ وَقَٰتَلُواْۚ وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ [الحديد: 10]، وقال تعالى: ﴿لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡقَٰعِدُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ غَيۡرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ وَٱلۡمُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ دَرَجَةٗۚ وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَفَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ أَجۡرًا عَظِيمٗا ٩٥ دَرَجَٰتٖ مِّنۡهُ وَمَغۡفِرَةٗ وَرَحۡمَةٗۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمًا ٩٦ [النساء: 95- 96،

****

الإصابة -، ومنهم من يجتهد، ولا يصيب، فيكون له أجر واحد -أجر الاجتهاد -، فدلَّ على أن العلماء يتفاضلون، والفقهاء يتفاضلون، وفيه الحث على الاجتهاد وطلب الحكم الشرعي من الأدلة.

الصحابة رضي الله عنهم يتفاضلون، الذين آمنوا وأنفقوا قبل فتح مكة أفضل من الذين آمنوا وأنفقوا بعد فتح مكة، ثم قال: ﴿وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ؛ من الذين آمنوا بعد الفتح، والذين آمنوا، وأنفقوا قبل الفتح، ﴿وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ؛ مثل: قوله صلى الله عليه وسلم: «وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ» ([1])، فإذا كان الصحابة يتفاضلون، كذلك بقية المؤمنين، التفاضل إنما هو بالعمل.

فالله فضل المجاهدين في سبيله على القاعدين تفضيلين: تفضيل بدرجة، وتفضيل بدرجات. فالله فضل المجاهدين على القاعدين غير أولي الضرر، الذين لهم عذر، لهم أجر، ولهم نيتهم في الجهاد، ولكن الذين باشروا الجهاد أفضل من الذين نووه بقلوبهم، وعجزوا بأبدانهم، لكنه ليس فضلاً كثيرًا، أفضل بدرجة فقط؛ لأن هؤلاء إنما حبسهم العذر، فلهم أجر من خرج وجاهد، لكن من جاهد بنيته أقل


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2664).