×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

يأوي إلى الحمامات والقمامين والمقابر والمزابل، رائحته خبيثة، لا يتطهر الطهارة الشرعية ولا يتنظف.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَدْخُلُ الْمَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ جُنُبٌ وَلاَ كَلْبٌ» ([1]).

****

 أولياء الله يأوون إلى المساجد، أولياء الشيطان يأوون إلى الحمامات؛ لأن الحمامات مأوى الشياطين، فأولياء الشياطين يأنسون بالحمامات، ويجلسون في المراحيض ومحل قضاء الحاجة؛ لأن الشياطين هذه أمكنتهم، أما أولياء الله، فأمكنتهم المساجد وبيوت الله عز وجل. هؤلاء ما يتجهون إلى المساجد، ولا يريدونها.

القمامون: الكناسون الذين يباشرون النجاسات.

«لاَ تَدْخُلُ الْمَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ جُنُبٌ»، هذا فيه تجنب الحدث الأكبر؛ لأنه نجاسة معنوية، «وَلاَ كَلْبٌ»؛ لأن الكلب نجس العين، وهؤلاء لا يتطهرون من الجنابة، ولا يتوضؤون من الحدث، ولا يغسلون النجاسة إذا أصابت أبدانهم وثيابهم، بل يعدون هذا من التواضع، ومن التقرب إلى الله عز وجل، يعتبرونه عبادة؛ لأن الشياطين تُحب القاذورات، تُحب النجاسات، تُحب الحشوش، فهو من أولياء الشياطين، يألف هذه الأشياء.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (227)، والنسائي رقم (261)، وأحمد رقم (632).