وَقَالَ عَنْ
هَذِهِ الأَْخْلِيَةِ: «إنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ» ([1]) أَيْ: يَحْضُرُهَا
الشَّيْطَانُ .
وَقَالَ:
«مَنْ أَكَلَ مِنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ الْخَبِيثَتَيْنِ فَلاَ يَقْرَبَنَّ
مَسْجِدَنَا؛ فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو
آدَمَ» ([2]).
وقال:
«إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إلاَّ طَيِّبًا» ([3]).
****
الحشوش: محل قضاء الحاجة،
جمع حش، الشيطان هذه مأواه، كذلك ولي الشيطان يميل إليها، ويجلس فيها.
الرسول صلى الله عليه وسلم حث على الرائحة الطيبة وعلى الطيب، حتى إنه نهى
مَن أكل الثوم والبصل وما به رائحة كريهة عن أن يقرب المسجد، هم يتقربون إلى الله
بالروائح الخبيثة. الخبيثتين يعني: الرديئتين؛ لأن الخبيث يطلق، ويراد به
الشيء الرديء، ويطلق، ويراد به النجس والحرام.
إن الله طيب لا يقبل من الأعمال والأقوال والروائح إلاَّ الشيء الطيب، خلاف الشياطين؛ فإنها خبيثة، ولا تقبل إلاَّ الخبائث، ولهذا كان صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يدخل الخلاء يقدم رجله اليسرى، ويقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ وَالخَبَائِثِ» ([4]).
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (6)، وابن ماجه رقم (296)، وأحمد رقم (19286).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد