والقلم مرفوع عنه في حال جنونه .
فعلى
هذا، فمن أظهر الولاية، وهو لا يؤدي الفرائض، لا يتجنب المحارم، بل قد يأتي بما
يناقض ذلك، لم يكن لأحد أن يقول: هذا وليٌّ لله، فإن هذا إن لم يكن مجنونًا؛ بل
كان متولها من غير جنون، أو كان يغيب عقله بالجنون تارة ويفيق أخرى، وهو لا يقوم
بالفرائض، بل يعتقد أنه لا يجب عليه اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو كافر.
****
عَنۡهُم
مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [الأنعام: 88]، لا تبطل إلاَّ بالشرك، والكفر، والردة،
أما الجنون، فإنه لا يبطل الأعمال.
فلا يثاب ولا يعاقب.
لم يكن لأحد من أهل العلم والبصيرة، بل حتى ولا العوام الذين عندهم إيمان
وعقيدة، لا يقولون: إن هذا ولي لله. وهو يفعل المحارم، ويترك الفرائض، إنما يقول
هذا أهل التخريف وأهل الباطل.
الوله: الحب؛ لأن الحب درجات، منها الوله.
الذي يعتقد أنه لا يلزمه الرسول، وإنما هو يصل إلى الله من غير طريق الرسول، هذا كافر، قال الله عز وجل: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ﴾ [آل عمران: 31]، فمجرد أنه يحب الله، ويعبد الله بهواه وبما وضعه لنفسه من غير اتباع للرسول، فهذا كافر، ولو كان بزعمه أنه يعبد الله، ويتقرب إلى الله؛ لأن عمله غير صحيح، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1])
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1718).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد