وإن
كان مجنونًا باطنًا وظاهرًا قد ارتفع عنه القلم ؛ فهذا وإن لم يكن معاقبًا عقوبة
الكافرين فليس هو مستحقًّا لما يستحقه أهل الإيمان والتقوى من كرامة الله عز وجل،
فلا يجوز على التقديرين أن يعتقد فيه أحد أنه ولي لله، ولكن إن كان له حالة في
إفاقته كان فيها مؤمنًا بالله متقيًا كان له من ولاية الله بحسب ذلك، وإن كان له
في حال إفاقته فيه كفر أو ينافق، أو كان كافرًا أو منافقًا ثم طرأ عليه الجنون،
فهذا فيه من الكفر والنفاق ما يعاقب عليه،
****
﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ
ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ﴾، فلا طريق إلى الله
إلاَّ باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي هذا رد على هؤلاء الذين يقولون: لسنا
بحاجة إلى اتباع الرسول، نحن نعرف، ونصل إلى الله بدون الرسول. هذا لا شك أنه من
أكفر الناس، وأشد الناس ضلالاً.
هذا قد ارتفع عنه القلم، ولا يقال إنه كافر ولا مؤمن، ولا ولي ولا عدو، هذا
غير مكلف.
هذا لا يلحق بأهل الإيمان، وأهل التقوى، وإن كان غير مكلف، مرفوع عنه
القلم، فإنه لا يلحق بعباد الله المؤمنين المتقين، ولا يكون في منزلة أهل الإيمان
وأهل العمل، وأهل الجهاد في سبيل الله عز وجل.
هذا رد على الذين يتخذون المجانين والمجاذيب أولياء لله عز وجل.
هناك فرق بين مجنون المؤمنين، ومجنون الكفار: مجنون المؤمنين لا يبطل عمله الذي قبل الجنون - كما سبق -، مجنون
الصفحة 3 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد