فهذا
إذا عمل بما علم أن الله أمره به مع إيمانه وتقواه فهو من أولياء الله تعالى، له
من ولاية الله بحسب إيمانه وتقواه، وما لم تقم عليه الحجة فإن الله تعالى لم يكلفه
معرفته والإيمان المفصل به، فلا يعذبه على تركه، لكن يفوته من كمال ولاية الله
بحسب ما فاته من ذلك .
فمن
عمل بما جاء به الرسل وآمن به إيمانًا مفصلاً وعمل به، فهو أكمل إيمانًا وولاية لله
ممَّن لم يعلم ذلك مفصلاً ولم يعمل به، وكلاهما ولي لله تعالى.
****
إذا عمل بعلمه من الإخلاص لله، فهو
من أولياء الله.
كما سبق أن المؤمنين يتفاوتون في الولاية؛ بعضهم أرفع من بعض: ﴿يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ﴾ [المجادلة: 11] ﴿قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ
يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [الزمر: 9].
الذي لم تبلغه الحجة، ولم تبلغه الرسالة، فهذا لا يكلف أن يؤمن بشيء لم
يبلغه، ولم يعرفه، هذا يعذر بجهله، لكنه فيمن لا يمكن زوال جهله، لم يسمع شيئًا
ولا عنده أحد يبلغه، وعاش منقطعًا عن العالم، وكذلك العوام الذين بلغهم الإسلام،
لكن لا يعرفون التفاصيل التي يعرفها العلماء، فالعلماء الذين يعملون بعلمهم،
ويخلصون لله أرفع درجة من العوام الذين لا يعلمون التفاصيل.
كلاهما ولي لله؛ لأنهم مؤمنون متقون، لكن تفاوتوا في الإيمان والتقوى؛ فتفاوتوا في الدرجة عند الله سبحانه وتعالى.
الصفحة 2 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد