×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وجاهدوا أعداء الله باطنًا وظاهرًا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهُمْ،

****

الهجرة الخاصة: هي الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام فرارًا بالدين، هذه الهجرة الخاصة، وهي من أفضل الأعمال - كما يأتي -، وذكر ابن القيم رحمه الله أن الهجرة على نوعين: هجرة الأبدان، وهجرة القلوب.

هجرة الأبدان: من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام.

هجرة القلوب: الهجرة بالقلب إلى الله ورسوله؛ من البدعة إلى السنة، هذه هجرة القلوب، هذه هجرة دائمة، كل حياة العبد ينبغي أن يكون مهاجرًا بقلبه، أما هجرة الأوطان، فهذه تفعل عند الحاجة إليها، أما هجرة القلوب، فهذه دائمة في حياة المسلم.

فجمعوا بين الهجرتين؛ الهجرة العامة، وهي هجرة ما نهى الله عنه، والهجرة الخاصة، وهي الهجرة بالدين من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام.

هذا من الإيمان، ليس هذا هو تعريف الإيمان كله، بل هذا من الإيمان: «مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهُمْ»، أما من لم يأمنه الناس على دمائهم وأموالهم، فهذا إيمانه ناقص، ليس بمؤمن الإيمان الكامل، بل إيمانه ناقص.

«مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهُمْ»؛ يعني: المؤمن الإيمان الكامل من أمنه الناس على دمائهم، فلم يسفك دمًا حرامًا، لا من المسلمين، ولا من المعاهدين، والمستأمنين: ﴿وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ


الشرح