وَالْمُسْلِمُ
مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا
نَهَى اللَّهُ عَنْهُ، وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي ذَاتِ اللَّهِ» ([1]).
****
ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۗ﴾ [الإسراء: 33]، نفس
المؤمن ونفس المعاهد، حرم الله قتلها، فالمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وعلى
أموالهم، فلا يغش، ولا يخون، ولا يسرق، ليست الخيانة بالسرقة فقط، وإنما الغش
خيانة أيضًا، الغش خيانة في البيع والشراء، ولا يأمنه الناس على أموالهم، ولا
يأمنونه بالتعامل معه، هذا نقص في إيمانه.
كذلك هذا الإسلام الكامل: «مَنْ
سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ»، فإن لم يسلم المسلمون من لسانه
بالكلام عليهم وتنقصهم، أو يده بقتلهم وضربهم وغير ذلك، فهذا ليس بمسلم الإسلام
الكامل، ليس معناه أنه كافر، معناه: أنه ليس بمسلم الإسلام الكامل؛ لأنه ترك خصلة
من خصال الإسلام، ففيه نقص.
هذه الهجرة العامة.
هذا من الجهاد أن يجاهد نفسه، أول ما تجاهد من الأعداء نفسك؛ لأن الجهاد أقسام: جهاد النفس، وهذا أول أنواع الجهاد، ثم جهاد شياطين الإنس والجن، ثم جهاد المنافقين والفساق، ثم جهاد الكفار بالسلاح، فالجهاد أنواع، وأولها جهاد النفس؛ لأن من لم يجاهد نفسه، لم يجاهد بقية أنواع الجهاد.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (23958).
الصفحة 3 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد