ومن
الإيمان به الإيمان بأنه الواسطة بين الله وبين خلقه في تبليغ أمره ونهيه، ووعده
ووعيده وحلاله وحرامه؛
****
وَرُسُلِهِۦ
وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ﴾، كيف يفرقون بين
الله ورسله؟! ﴿وَيَقُولُونَ نُؤۡمِنُ
بِبَعۡضٖ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضٖ﴾، هذا التفريق بين الله ورسله. ﴿وَيُرِيدُونَ
أَن يَتَّخِذُواْ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا﴾؛ طريقًا يمشون
عليه، ومذهبًا يذهبون إليه، قال الله عز وجل: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ
هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ حَقّٗاۚ وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٗا مُّهِينٗا﴾، فالذين يكفرون بمحمد
صلى الله عليه وسلم هم الكافرون حقا، وهناك من يقول: إنهم مؤمنون!
ولم يفرقوا بين أحد منهم، بل آمنوا بهم جميعًا؛ لأنهم رسل الله، طريقتهم
واحدة، وكل واحد مصدق لما قبله، ومبشِّر لما بعده، فهم سلسلة واحدة، ما يجوز
التمييز بينهم بالإيمان ببعضهم والكفر ببعضهم.
الرسول صلى الله عليه وسلم واسطة بين الله وبين خلقه في أي شيء؟ في قضاء الحاجات وتفريج الكربات؟ لا. في تبليغ الرسالة، واسطة بين الله وبين خلقه في تبليغ الرسالة، وأما إنه واسطة في قضاء الحوائج، فهذا كفر، ولهذا قال شيخ الإسلام - وله رسالة في هذا اسمها الواسطة بين الحق والخلق -: «هناك واسطة من أنكرها كفر، وواسطة من أثبتها كفر»، ما هي؟ الواسطة التي من أنكرها كفر هي الواسطة في تبليغ الرسالة، الرسل هم الواسطة بين الله وبين خلقه في تبليغ الرسالة؛ فلا أحد يصل إلى الله من غير طريقهم، فمن أنكرها، كفر. قد أنكرها غلاة الصوفية، وقالوا: لا حاجة إلى الرسل يبلغون لنا، نحن نأخذ عن الله مباشرة، بعضهم يقول: أنا أجلس مع الله، ويتحدث معي - نسأل الله العافية -، أما الواسطة التي تتخذ لأجل قضاء
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد