فالحلال ما أحلَّه
الله ورسوله،
****
الحوائج وتفريج الكربات، فهذه من
أثبتها، كفر، ليس بين الله وبين خلقه واسطة في قضاء حوائجهم، وإجابة دعواتهم،
وإغاثة لهفاتهم. فلم يأتنا هذا الدين العظيم إلاَّ من طريق هذا الرسول صلى الله
عليه وسلم، وقبله كان الناس في ضلال مبين، قال عز وجل: ﴿هُوَ ٱلَّذِي
بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ
وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن
قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ﴾ [الجمعة: 2]، وقال الله عز وجل: ﴿لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ
إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ
وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن
قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ﴾ [آل عمران: 164]، في الجاهلية كانوا في ضلال مبين، فلما
بعث هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، جاء الهدى وجاء النور، والعلم النافع، وانتفع
به من آمن به، خرج من الظلمات إلى النور.
الحلال ما أحله الله ورسوله، والحرام ما حرمه الله ورسوله، وليس لأحد أن يحل شيئًا أو يحرم شيئًا من عنده، قال عز وجل: ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُوٓاْ إِلَٰهٗا وَٰحِدٗاۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ سُبۡحَٰنَهُۥ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [التوبة: 31]، قال عديُّ بن حاتم رضي الله عنه لما سمع هذه الآية - وكان نصرانيًّا قبل أن يسلم -، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ. قَالَ: «أَجَلْ، وَلَكِنْ يُحِلُّونَ لَهُمْ مَا حَرَّمَ اللهُ فَيَسْتَحِلُّونَهُ، وَيُحَرِّمُونَ عَليْهِم مَا أَحَلَّ اللهُ فَيُحَرِّمُونُهُ فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ لَهُمْ» ([1]). طاعتهم في التحليل والتحريم من دون الله عز وجل، والله عز وجل
([1]) أخرجه: الطبراني في الكبير رقم (218)، والبيهقي رقم (20350).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد