قال: ﴿وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِهِمۡ لِيُجَٰدِلُوكُمۡۖ وَإِنۡ أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ﴾ [الأنعام: 121]، هذا في أي شيء؟ في الميتة؛ لأن أهل الجاهلية يستحلون الميتة، ويقولون: هي أحسن من المذكَّاة؛ لأن الميتة الله الذي ذكاها، أما المذكاة أنتم الذين ذكيتموها؛ فهي أحسن، قال الله: ﴿وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِهِمۡ لِيُجَٰدِلُوكُمۡۖ وَإِنۡ أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ﴾، فمن أطاع أحدًا في تحليل ما حرم الله، فهو مشرك؛ لأنه جعل لله شريكًا في التحليل والتحريم، وهذا من حق الله، فالذين يقولون الآن: ما دام المسألة فيها خلاف بين العلماء، نحن نأخذ ما أردنا، وما يوافق رغبتنا من أقوال العلماء، وهذا فيه سعة. هذا ضلال -والعياذ بالله-، هذا ضلال، ما نأخذ من أقوال العلماء إلاَّ ما وافق الدليل، ما وافق الدليل، أخذنا به، وما خالف الدليل، تركناه، الإمام الشافعي رحمه الله يقول: «إذا خالف قولي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاضربوا بقولي عُرْض الحائط»، ومالك يقول: «كلنا رادٌّ ومردودٌ عليه إلاَّ صاحب هذا القبر»؛ يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإمام أحمد يقول: «عجبتُ لقومٍ عرفوا الإسناد وصحته، يذهبون إلى رأي سفيان. والله تعالى يقول: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63] أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك، لعله إذا ردَّ بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك». الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله عقد بابا في كتاب التوحيد: «باب: من أطاع العلماء والأمراء في تحليل ما حرم الله، أو تحريم ما أحل الله، فقد اتخذهم أربابا من دون الله»، فالأمر في هذا خطير جدًا، أقوال العلماء نعم نستفيد منها، لكن ما نأخذها إذا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد