فقال
تعالى: ﴿تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا
بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ
دَرَجَٰتٖۚ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ
ٱلۡقُدُسِۗ﴾ [البقرة: 253]، وقال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ
فَضَّلۡنَا بَعۡضَ ٱلنَّبِيِّۧنَ عَلَىٰ بَعۡضٖۖ وَءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ زَبُورٗا﴾ [الإسراء: 55].
****
الرسل عليهم السلام يتفاضلون فيما
بينهم، منهم من كلَّم الله مثل: موسى عليه السلام ﴿مِّنۡهُم
مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٖۚ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ
مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ﴾، فعند موسى عليه
السلام ما ليس عند غيره من إخوانه النبيين، وعند عيسى عليه السلام ما ليس عند غيره
من إخوانه من النبيين، وعند محمد صلى الله عليه وسلم ما ليس عند الجميع، وإبراهيم
عليه السلام عنده ما ليس عند غيره، الرسل يتفاضلون عليهم السلام: ﴿تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا
بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ﴾، ولكن لا يتنقص المفضول، ولا يجوز لأحد أن يتنقص أحدًا
من الأنبياء، وإن كان مفضولاً، وغيره من إخوانه أفضل منه من النبيين، فلا يتنقص
الأنبياء؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ
تُخَيِّرُوا بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ» ([1])، فلا يجوز التفضيل
من باب الافتخار، واحتقار الآخر وانتقاصه.
﴿مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ﴾ مثل: موسى عليه السلام كلمه الله، والله مكلِّم، ومن مكلَّم؟ اسم مفعول؛ ولهذا حاول الجهمي عمرو بن عبيد مع القارئ أبي عمرو بن العلاء: أريد أن تقرأ هذه الآية: «مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهَ»، فيكون النبي هو الذي كلم الله، لا أن الله هو الذي كلمه؛ حتى يجحد كلام الله، أن الله يتكلم، فقال له: هبني قرأتها كذا، ماذا تقول في قوله: ﴿وَلَمَّا جَآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَٰتِنَا وَكَلَّمَهُۥ رَبُّهُۥ﴾ [الأعراف: 143]، فعند ذلك انبهت الخبيث، وانسد عليه الطريق.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6916)، ومسلم رقم (2374).
الصفحة 2 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد