×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

مع أنهم يعتقدون في طائفتهم أنهم أولياء الله،

****

إلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ» ([1])، وهم أهل كتاب، كيف يدعوهم إلى الشهادتين، وهم أهل كتاب مؤمنون؛ كما يزعم هؤلاء؟! لو كانوا مؤمنين، ما دعاهم إلى الشهادتين، فهذا من أبطل الباطل، وأعظم الضلال والعياذ بالله.

هؤلاء أولياء الشيطان، لما لم يستجيبوا له، قال الله عز وجل: ﴿فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ [القصص: 50]، والسياق في اليهود والنصارى؛ في أهل الكتاب، ﴿فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلۡحَقُّ مِنۡ عِندِنَا قَالُواْ لَوۡلَآ أُوتِيَ مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَىٰٓۚ أَوَ لَمۡ يَكۡفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۖ قَالُواْ سِحۡرَانِ تَظَٰهَرَا وَقَالُوٓاْ إِنَّا بِكُلّٖ كَٰفِرُونَ ٤٨قُلۡ فَأۡتُواْ بِكِتَٰبٖ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهۡدَىٰ مِنۡهُمَآ أَتَّبِعۡهُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٤٩ [القصص: 48- 49]، هذا خطاب لليهود والنصارى، ﴿فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ [القصص: 50]، ليسوا أتباعًا لموسى ولا لعيسى عليه السلام؛ لأنهم لو كانوا أتباعًا لموسى وعيسى عليهم السلام، لآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، فليسوا أتباعًا لموسى عليه السلام، ولا لعيسى عليه السلام، وإنما هم كفَّار خارجون عن شريعة موسى عليه السلام، وشريعة عيسى عليه السلام: ﴿فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ [القصص: 50]، لم يقل: يتبعون الشرائع السابقة؛ لأنها نُسخت، وإنما يتبعون أهواءهم، هي نسخت أيضًا وأحالت على اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ لَمَآ ءَاتَيۡتُكُم مِّن كِتَٰبٖ وَحِكۡمَةٖ ثُمَّ جَآءَكُمۡ


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1496)، ومسلم رقم (19).