وَقِيَامُ
الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ»، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿تَتَجَافَىٰ
جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ
يُنفِقُونَ ١٦ فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسٞ مَّآ أُخۡفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡيُنٖ جَزَآءَۢ
بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ١٧﴾ [السجدة: 16- 17]،
****
إذا صام الإنسان، ابتعد عن
المعاصي، وأقبل على الطاعة، فهذا من فضل الصيام؛ لأنه يحول بين العبد وبين شهواته،
ويشغله بطاعة الله عز وجل، فهذا فيه فضل الصيام.
«وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ
الخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ» الصدقة على المحتاجين
والفقراء والمساكين تطفئ الخطيئة، يكفِّر الله بها السيئات، كما يطفئ الماء النار،
فالخطيئة نار، نوع من النار، والصدقة تطفئها، تطفئ هذه النار، ففيه فضل الصدقة على
المحتاجين.
﴿تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ﴾ [السجدة: 16]، يقومون من المضاجع، وهم يحبون النوم، ويحبون الدفء إذا كان وقت البرد، ويحب الإنسان أن ينام مع زوجته، لكن يتركون ذلك لله عز وجل، يتركون المضاجع مع محبتهم لها؛ طمعًا فيما عند الله عز وجل: ﴿تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا﴾ [السجدة: 16]، يقومون يدعون الله عز وجل خوفًا من عقابه، وطمعًا في ثوابه، فهذا فيه دليل على الجمع بين الخوف والرجاء، وأن الإنسان لا يعتمد على الخوف فقط، ويترك الرجاء، ولا يعتمد على الرجاء فقط ويترك الخوف، وإنما يكون بين الخوف والرجاء؛ خوفًا وطمعًا، هذه طريقة الأنبياء عليهم السلام: ﴿خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ﴾ [السجدة: 16]،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد