×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وقال في الصنف الثاني - وهم أفضل الصنفين -: ﴿لِلۡفُقَرَآءِ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ [الحشر: 8].

****

 السفر لطلب الرزق: ﴿لَا يَسۡتَطِيعُونَ ضَرۡبٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ، ومع هذا يتعففون، ولا يظهرون للناس فقرهم: ﴿يَحۡسَبُهُمُ ٱلۡجَاهِلُ أَغۡنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعۡرِفُهُم بِسِيمَٰهُمۡ لَا يَسۡ‍َٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافٗاۗ، مدحهم الله عز وجل بهذه الصفات، نعم هؤلاء أهل الصدقات - ووضع الصدقات في هذا الصنف أفضل من وضعها في المتسولين -؛ الذين لا يسألون، وهم فقراء أحق من الذين يسألون، قال صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ المِسْكِينُ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، وَلَكِنِ المِسْكِينُ الَّذِي لاَ يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلاَ يُفْطَنُ بِهِ، فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ وَلاَ يَقُومُ فَيَسْأَلُ» ([1]).

الصنف الثاني: هم فقراء المهاجرين، الذين تركوا أموالهم وأوطانهم، وفروا بدينهم إلى بلاد الإسلام، الصحابة فروا بدينهم، ويريدون الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿لِلۡفُقَرَآءِ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗا، هذا قصدهم.

المقصد الأول: ﴿يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗا.

والمقصد الثاني: ﴿وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ، ثم إن الله أثنى عليهم، فقال: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ، فيقدمون في الفيء، وهو ما أفاء الله على رسوله من الغنائم في الجهاد في سبيل الله، يبدأ بالمهاجرين، ثم من بعدهم الأنصار: ﴿وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1479)، ومسلم رقم (1039).