بل
كل من آمن بالقرآن فهو من هؤلاء، وقسمهم إلى: ظالم لنفسه، ومقتصدٍ، وسابقٍ، بخلاف
الآيات التي في الواقعة، والمطففين، والانفطار ؛ فإنه دخل فيها جميع الأمم
المتقدمة كافرهم ومؤمنهم، وهذا التقسيم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم .
****
فهو من الذين اصطفاهم الله، وهو من هذه الأمة التي ورثت الكتاب.
فإنه سبحانه وتعالى لم يذكر في الواقعة إلاَّ صنفين من المؤمنين: المقربين
وأصحاب اليمين، وذكر معهم أصحاب الشمال، وهم الكفار، وكذلك في سورة الإنسان ذكر
صنفين فقط: المقربين والأبرار، وذكر الكفار معهم، وفي سورة الانفطار: ﴿إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ لَفِي
نَعِيمٖ ١٣وَإِنَّ ٱلۡفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٖ ١٤﴾ [الانفطار: 13- 14]،
ذكر الصنفين فقط، أما في سورة فاطر، فذكر الأصناف الثلاثة من هذه الأمة، وذكر
بعدهم أهل النار -والعياذ بالله-: ﴿وَٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ لَهُمۡ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقۡضَىٰ عَلَيۡهِمۡ فَيَمُوتُواْ وَلَا
يُخَفَّفُ عَنۡهُم مِّنۡ عَذَابِهَاۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي كُلَّ كَفُورٖ﴾ [فاطر: 36]، فذكر
أربعة أصناف؛ ثلاثة من هذه الأمة وصنف من الكفار صنف واحد - والعياذ بالله -.
والمطففين أيضًا ذكر فيها المقربين والأبرار فقط.
سورة الواقعة وسورة الإنسان وسورة المطففين وسورة الانفطار دخل فيها المؤمن والكافر من جميع الأمم، لكن هذه الآية من سورة فاطر خاصة بهذه الأمة، بالمؤمنين من هذه الأمة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد