فالظالم لنفسه:
أصحاب الذنوب المِصُّرون عليها.
والمقتصد:
المؤدي للفرائض المجتنب للمحارم.
والسابق
للخيرات: هو المؤدي للفرائض والنوافل، كما في تلك الآيات، ومن تاب من ذنبه أيِّ
ذنبٍ كان توبةً صحيحةً لم يخرج بذلك عن السابقين والمقتصدين، كما في قوله تعالى: ﴿وَسَارِعُوٓاْ
إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ
أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ ١٣٣ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ
وَٱلۡكَٰظِمِينَ ٱلۡغَيۡظَ وَٱلۡعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ
١٣٤وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ
فَٱسۡتَغۡفَرُواْ لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمۡ يُصِرُّواْ
عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ١٣٥أُوْلَٰٓئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغۡفِرَةٞ
مِّن رَّبِّهِمۡ وَجَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ
وَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ ١٣٦﴾ [آل عمران: 133- 136].
****
أما من تاب من الذنوب، فهو كمن لا
ذنب له، حتى ولو فعل الشرك والكفر، وتاب فتاب الله عليه؛ كمن لا ذنب له، إنما هذا
في أصحاب الذنوب الذين لم يتوبوا، وهي دون الشرك، هؤلاء تحت المشيئة.
قوله: ﴿وَٱلَّذِينَ إِذَا
فَعَلُواْ فَٰحِشَةً﴾، تابوا منها، صاروا في الجنة؛ كأنهم لم يذنبوا. ففيه
فضل التوبة.
﴿أُوْلَٰٓئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغۡفِرَةٞ مِّن رَّبِّهِمۡ﴾، فالتائب من الذنب لا تنقص درجته عن السابقين والأبرار وأصحاب اليمين، إذا حسن عمله، لا ينقص، ولا تنقصه المعصية التي تاب منها؛ كأنها لم تكن.
الصفحة 3 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد