قال
الله تعالى: ﴿لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡقَٰعِدُونَ
مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ غَيۡرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ وَٱلۡمُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ
بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ
عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ دَرَجَةٗۚ وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَفَضَّلَ ٱللَّهُ
ٱلۡمُجَٰهِدِينَ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ أَجۡرًا عَظِيمٗا﴾ [النساء: 95]،
وقال تعالى: ﴿﴿۞أَجَعَلۡتُمۡ سِقَايَةَ ٱلۡحَآجِّ
وَعِمَارَةَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ كَمَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ
وَجَٰهَدَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ لَا يَسۡتَوُۥنَ عِندَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي
ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ١٩ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ
ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ أَعۡظَمُ دَرَجَةً عِندَ ٱللَّهِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ
هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ٢٠يُبَشِّرُهُمۡ رَبُّهُم بِرَحۡمَةٖ مِّنۡهُ وَرِضۡوَٰنٖ وَجَنَّٰتٖ
لَّهُمۡ فِيهَا نَعِيمٞ مُّقِيمٌ ٢١ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ
عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ ٢٢﴾﴾ [التوبة: 19- 22].
****
﴿لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡقَٰعِدُونَ﴾؛ الذين يقعدون عن الجهاد لا يخلون من إحدى حالتين، الحالة الأولى: أن يكونوا معذورين عندهم ضرر يمنعهم من الخروج للجهاد، معذورون عن الخروج، الفئة الثانية: من قعد عن الجهاد المستحب، وهو لا عذر له، ذكر الله الصنفين في هذه الآية: ﴿فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ﴾؛ يعني من ذوي الأعذار ﴿دَرَجَةٗۚ﴾ واحدة، ﴿وَفَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ﴾؛ الذين لا ضرر عليهم ﴿أَجۡرًا عَظِيمٗا ٩٥دَرَجَٰتٖ مِّنۡهُ وَمَغۡفِرَةٗ وَرَحۡمَةٗۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمًا ٩٦﴾ [النساء: 95- 96] الجهاد - كما هو معلوم - منه ما هو فرض، ومنه ما هو فرض كفاية، والمراد هنا: ما هو فرض كفاية، الذي إذا قام به من يكفي، بقي في حق سائر المؤمنين سُنَّة، وهذه السُّنَّة من أفضل الأعمال.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد