وثبت
في صحيح مسلمٍ وغيره عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: كُنْتُ عِنْدَ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَجُلٌ: مَا أُبَالِي ألاَّ أَعْمَلَ
عَمَلاً بَعْدَ الإِْسْلاَمِ إلاَّ أَنْ أَسْقِيَ الْحَاجَّ، وَقَالَ آخَرُ: مَا
أُبَالِي أَنْ أَعْمَلَ عَمَلاً بَعْدَ الإِْسْلاَمِ إلاَّ أَنْ أُعَمِّرَ
الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: الْجِهَادُ فِي
سَبِيلِ الله أَفْضَلُ مِمَّا ذَكَرْتُمَا. فَقَالَ عُمَرُ: لاَ تَرْفَعُوا
أَصْوَاتَكُمْ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ وَلَكِنْ إذَا
قُضِيَتِ الصَّلاَةُ سَأَلْتُهُ، فَسَأَلَهُ فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى هَذِهِ
الآْيَةَ: ﴿أَجَعَلۡتُمۡ سِقَايَةَ ٱلۡحَآجِّ
وَعِمَارَةَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ﴾ [التوبة: 19] ([1]).
****
هذا سبب نزول الآية في الحديث، ذكره الشيخ؛ أن هؤلاء النفر من الصحابة رضي الله عنهم بعضهم فضَّل سقاية الحاج؛ يعني: إعداد الماء للحجاج، وبعضهم فضل عمارة المسجد الحرام على الجهاد في سبيل الله، علي بن أبي طالب رضي الله عنه لفقهه وعلمه فضَّل الجهاد في سبيل الله على عمارة المسجد الحرام وسقاية الحاج، ولما ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، أنزل الله هذه الآية: ﴿أَجَعَلۡتُمۡ سِقَايَةَ ٱلۡحَآجِّ وَعِمَارَةَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ كَمَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَجَٰهَدَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ لَا يَسۡتَوُۥنَ عِندَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [التوبة: 19]، فسمَّى من فضَّل عمارة المسجد الحرام وسقاية الحاج على الجهاد ظالمًا، والظلم: وضع الشيء في غير موضعه، فوضع الفضيلة في غير موضعها، ثم قال عز وجل: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ أَعۡظَمُ دَرَجَةً عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [التوبة: 20]، هذا رد على من قالوا: إن عمارة المسجد الحرام وسقاية الحاج أعظم درجة عند الله من الجهاد.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1879).
الصفحة 3 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد