×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وكذلك المنتسبين إلى العلم والعبادة من المشركين؛ مشركي العرب والترك والهند، وغيرهم ممن كان من حكماء الهند والترك، وله علم  أو زهد وعبادة في دينه، وليس مؤمنًا بجميع ما جاء به، فهو كافر عدو لله، وإن ظن طائفة أنه ولي لله،كما كان حكماء الفرس من المجوس كفارًا مجوسًا .

****

هناك زهَّاد من الكفار يزهدون في الدنيا، ويتركون الملاذ، ويتقشفون، وهذا موجود في الهند؛ الفلاسفة والحكماء، زهد الفلاسفة والملاحدة، يزهدون في الدنيا، يتقللون منها، ويتقشفون، لكن ليسوا على شيء - والعياذ بالله -.

لأنه ليس متبعًا للرسل، فاجتهاده، وزهده، وتقشفه، ورهبانيته، لا ينفعه ذلك عند الله سبحانه وتعالى، بل إن المؤمن العاصي الذي معصيته دون الشرك هذا أحسن منهم، ولو هو فاسق، ما دام أنه مؤمن، ولو هو فاسق، فهو أقرب إلى الله عز وجل، ويُرجى له النجاة والمغفرة، لكن الذي خرج عن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولو تقشف، ولو زهد، ولو تَرَهْبن، ولو تعب في العبادة، هو كافر بالله عز وجل، ومن أهل النار، ولا ينفعه ذلك. فليست العبرة بكثرة العبادة، أو الزهد والتقشف، والتقلل من الدنيا، والرهبانية، ولكن العبرة باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم.

وهم يتعبدون، يسهرون الليل، المجوس الذين يعبدون النار يتقربون إليها، الهندوس والسيخ يعبدون البقر، ويتزهدون، ويتقشفون، وهم من أهل النار، إذا لم يتوبوا، ويسلموا قبل موتهم، من أهل النار، ولا ينفعهم تعبهم وتقشفهم وزهدهم.


الشرح