وَمَا تَقَرَّبَ
إِلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ مَا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَلاَ يَزَالُ
عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ،
****
ولما قال ناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قُرَّائِنَا هَؤُلاَءِ أَرْغَبَ بُطُونًا، وَلاَ
أَكْذَبَ أَلْسُنًا، وَلاَ أَجْبَنَ عِنْدَ اللِّقَاءِ»، قال الله عز وجل
فيهم: ﴿لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ
كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ﴾ [التوبة: 66]، لا يجوز أن الإنسان يتكلم في العلماء
ورثة الأنبياء، ولو أخطأ من أخطأ منهم عن غير قصد، فلا يتخذ الخطأ وسيلة للطعن
فيه، وترخيصه على الناس، واغتيابه عند الناس، فهذا يجب أن يتنبه له، هؤلاء الذين
يقعون في أعراض العلماء، ويعمرون بها مجالسهم، ويوالون ويعادون على هذا -لا حول
ولا قوة إلاَّ بالله-، حتى تفرقوا، واختلفوا، وتعادوا فيما بينهم، وهم يزعمون أنهم
طلبة علم، أو أن بعضهم يزعم أنه شيخ ومن العلماء، فهذا من الشيطان في الحقيقة، هذا
من كيد الشيطان.
«مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا
فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ»: أعلن الله عليه الحرب، ومن حاربه الله، فهو مخذول، ولن
ينتصر أبدًا، فهذا فيه التحذير من معاداة أولياء الله عز وجل.
«فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ
-أو: فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ- »؛ أي: أعلنت عليه الحرب،
فالروايتان بمعنى واحد: أن من عادى أولياء الله، فهو محارب لله عز وجل، والله
يحاربه.
هذه صفات أولياء الله؛ أنهم يتقربون إلى الله. لما ذكر التحذير من معاداة أولياء الله، مَن هم أولياء الله؟ هم هؤلاء الذين يتقربون إلى الله بأداء الفرائض، ثم بالنوافل: «وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد