بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ
مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ»، هذا فيه الحث على أداء الفرائض التي فرضها الله، قد
قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ
فَرَضَ فَرَائِضَ فَلاَ تُضَيِّعُوهَا» ([1]) ولأن الفرائض هي
الأساس، فمن ضيع الفرائض، فإن النوافل لا تنفعه؛ لأنه يبني على غير أساس، لو أن
الإنسان يقوم الليل كله، كل الليل يقوم، يتهجد، ويبكي، لكنه لا يحافظ على الفرائض،
يضيع الفرائض «الصلوات الخمس»، فعمله
يصبح هباء منثورًا، تعب بلا فائدة، فإذا حافظ على الفرائض، فإنه يأتي بالنوافل؛
لأنه أتى بالأساس الذي يبني عليه، والفرائض أحب إلى الله من النوافل، إذا كنت تريد
محبة الله لك، فتأتي بما يحبه الله، وهو الفرائض، التي أوجبها الله على عباده: «وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ
بِالنَّوَافِلِ»، هذا فيه الترغيب في النوافل، ولكن بعد أداء الفرائض.
«حَتَّى أُحِبَّهُ»: فدلَّ على أن أداء
الفرائض وفعل النوافل سبب لنيل محبة الله للعبد، وهذه هي الولاية، الولي هو
المحبوب، الله يحب مَن هذه صفته: يحافظ على الفرائض، ثم يتبعها بالنوافل؛ فالصلاة لها
نوافل، والزكاة لها نوافل، والصيام له نوافل، والحج له نوافل، وكل شيء من الفرائض
له نافلة من جنسه، والأساس هو الفرائض، «وَمَا
يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ».
فهذا الحديث فيه: بيان مَن هم أولياء الله، وفيه أن الله عز وجل يدافع عنهم، أما مَن هم أولياء الله؟ قد بيَّنهم بقوله سبحانه وتعالى: «وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ
([1]) أخرجه: الحاكم رقم (7114)، والبيهقي رقم (19725).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد