فَإِذَا
أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي
يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي
بِهَا، - وفي رواية: فَبِي يَسْمَعُ وَبِي يُبْصِرُ وَبِي يَبْطِشُ وَبِي
يَمْشِي -.
****
عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ
إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ
بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ»، فدلَّ هذا على أن ولي الله هو الذي يتقرب إلى
الله بالطاعات - فرائضها ونوافلها -، وهذا مطابق للآية ﴿أَلَآ
إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ [يونس: 62]، فليست
الولاية دعوى؛ لا يقال: فلان ولي - لأنه عنده كرامات أو خوارق -، حتى ينظر عمله:
هل هو عمل صالح موافق للشرع؟ فهو ولي الله، وهذا الحديث فصل في هذه المسألة: «وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ
أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ»؛ الواجبات.
«حَتَّى أُحِبَّهُ»: فيه أن الله يحب
أولياءه، والمحبة من صفات الله الثابتة له سبحانه وتعالى، فهو يحب، ويبغض، ويكره، ويسخط،
ويرضى، ويغضب، كل هذه من صفاته سبحانه وتعالى اللائقة بجلاله، وليست كصفات
المخلوقين كسائر الصفات.
هذا فيه أن الله يكون معهم، يوفقهم، ويسددهم في حركاتهم، وفي حواسهم وأعضائهم، فيستعملونها في طاعة الله سبحانه وتعالى، وقوله: «فَبِي يَسْمَعُ وَبِي يُبْصِرُ» يفسر قوله: «كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا»؛ في أنه لا يسمع إلاَّ ما يفيده وينفعه، يسمع القرآن، يسمع الذكر، يسمع العلم؛ لأن الله سدَّده في سمعه، يتجنب المحرمات؛ فلا يسمع اللغو، واللهو،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد