فهم
متفاضلون في ولاية الله بحسب ذلك، كما أنهم لما كانوا متفاضلين في الكفر والنفاق
كانوا متفاضلين في عداوة الله بحسب ذلك . وأصل الإيمان والتقوى: الإيمان برسل الله،
****
وأصحاب اليمين والأبرار أقرب من الظالمين لأنفسهم من المؤمنين الذين عندهم
إيمان، لكن عندهم مخالفات لا تخرجهم من الدين، فهم يتفاوتون في الولاية لله عز وجل
بتفاوت إيمانهم وتقواهم: قوة، وضعفًا، وتوسطًا.
كما أن أعداء الله وأولياء الشيطان يتفاوتون؛ بعضهم أشد عداوة وكفرًا من
بعض، بحسب ما يحصل منهم من الكفر والضلال، فبعضهم أشد عداوة لله من بعض.
أساس الإيمان والتقوى الإيمان بالرسل؛ لأن من آمن بالرسل، فقد آمن بالمرسِل
- وهو الله سبحانه وتعالى -، وآمن بما معهم من الشرائع، وما معهم من الكتب.
الإيمان بالرسل يتضمن الإيمان بالله، والإيمان بكتبه، والإيمان بكل ما أخبروا به، وما جاؤوا به، بخلاف من لم يؤمن بالرسل، فإنه - وإن ادعى أنه ولي لله - من أولياء الشيطان؛ لأن كفره بالرسل يتضمن كفره بما جاء به. وهذا فيه رد على من يدَّعون الولاية، وهم ليسوا من أتباع الرسل، يقولون: لسنا بحاجة إلى الرسل، نحن عرفنا ووصلنا إلى الله، لسنا بحاجة إلى الرسل، الرسل إنما هم للعوام، أما نحن، فخاصة، ومنهم خاصة - الخاصة كما يقولون -، فهؤلاء أعداء الرسل، فكيف يكونون أولياء لله سبحانه وتعالى ؟ وهم يقولون: لسنا بحاجة إلى الرسل، فنحن نعرف الله، ونصل إليه بدون الرسل.
الصفحة 2 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد