وليًّا لله، ولا ينظرون
إلى عمله وتقواه، ولا ينظرون في الآيات التي ذكرها الشيخ في هذا الكتاب - كما
سيأتي إن شاء الله -.
وصنف رابع: يجعلون الولاء والبراء للجماعات والفرق، فلا يوالون إلاَّ فرقتهم
وجماعتهم، ويعادون من سواها، فيجعلون الولاء والبراء للفرق، فمن وافقهم على مذهبهم
وفكرهم، فهو وليهم وأخوهم، ومن خالفهم، فهو عدوهم، وهذا موجود بلا شك، فهذه أربع
فرق، كلها ضلت في هذا الباب.
أما الفرقة الخامسة - وهم أهل السنة والجماعة -: الذين ذكرهم الشيخ رحمه الله في هذا الكتاب، فهم الذين أخذوا بالكتاب كله، فجمعوا بين الآيات، ونظروا إلى صفات الأولياء - أولياء الله -، وصفات أولياء الشيطان، وهذا ما يدور عليه هذا الكتاب، يدور على هذا الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، فهو كتاب قيم، والحاجة إليه ماسة؛ لأجل إزالة هذا اللبس الذي الْتبس الولاء والبراء فيه عند الناس: بين غالٍ وجافٍ، وبين منكر له نهائيا؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم ظهر على أناس متفرقين في عباداتهم، ليس عندهم من العلم شيء، وإنما يتبعون أهواءهم، ويتبعون آباءهم وأجدادهم، فأنزل الله عليه القرآن والسنة، وهدى الله به من شاء له الهداية ممن يستحق الهداية، وأضل الله من أعمى الله بصيرته وطمس على قلبه، فلم يقبل هذا الحق، فتميز أولياء الله من أعداء الله ببعثة هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، وما أنزل الله عليه من الكتاب والسنة، بيَّن مَن هم أولياء الله الذين نحبهم، ونقتدي بهم، ومن هم أعداء الله الذين نبغضهم، ونتجنب طريقتهم، وبيَّن لنا التعامل معهم، كيف نتعامل معهم، هذا هو ما يدور عليه هذا الكتاب.
الصفحة 6 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد