×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا» قَالَ: فَأَلْقَى اللهُ الإِْيمَانَ فِي قُلُوبِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ [البقرة: 286]، إلى قوله: ﴿أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ [البقرة: 286]، قَالَ الله: «قَدْ فَعَلْتُ»، ﴿رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرٗا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِنَاۚ، قَالَ: «قَدْ فَعَلْتُ»، ﴿رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ [البقرة: 286]، قَالَ: «قَدْ فَعَلْتُ»، ﴿وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ [البقرة: 286]، قَالَ الله: «قَدْ فَعَلْتُ» ([1]). وقد قال تعالى: ﴿وَلَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٞ فِيمَآ أَخۡطَأۡتُم بِهِۦ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتۡ قُلُوبُكُمۡۚ [الأحزاب: 5].

****

 الإصر: المشقة، فإن الله عاقب بني إسرائيل، فحمَّلهم المشقة؛ عقوبة لهم: ﴿فَبِظُلۡمٖ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمۡنَا عَلَيۡهِمۡ طَيِّبَٰتٍ أُحِلَّتۡ لَهُمۡ [النساء: 160]، ﴿وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمۡنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٖۖ وَمِنَ ٱلۡبَقَرِ وَٱلۡغَنَمِ حَرَّمۡنَا عَلَيۡهِمۡ شُحُومَهُمَآ إِلَّا مَا حَمَلَتۡ ظُهُورُهُمَآ أَوِ ٱلۡحَوَايَآ أَوۡ مَا ٱخۡتَلَطَ بِعَظۡمٖۚ ذَٰلِكَ جَزَيۡنَٰهُم بِبَغۡيِهِمۡۖ وَإِنَّا لَصَٰدِقُونَ [الأنعام: 146]، فلما تعنَّتوا، الله حمَّلهم ما لا يطيقون؛ عقوبة لهم، فهذه الأمة لما قالوا: سمعنا وأطعنا. خَفَّف الله عنهم.

﴿وَلَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٞ فِيمَآ أَخۡطَأۡتُم بِهِۦ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتۡ قُلُوبُكُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمًا [الأحزاب: 5]: الذي تتعمده القلوب فيه جناح، لكن ما جاء خطًأ أو نسيانًا فإن الله عز وجل لا يؤاخذ هذه الأمة عليه؛ رحمة بها، وتخفيفًا عنها؛ لأنهم استسلموا، وآمنوا، ولم يعارضوا مثلما عارض بنو إسرائيل؛ قالوا: سمعنا وعصينا.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (126).