وهؤلاء
مشابهون للنصارى، الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ
أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ
مَرۡيَمَ وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُوٓاْ إِلَٰهٗا وَٰحِدٗاۖ لَّآ
إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ سُبۡحَٰنَهُۥ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [التوبة: 31].
****
هؤلاء الذين يتخذون الأولياء والصالحين، يتخذونهم أولياء معبودين، لا يناقشونهم في شيء، ويطيعونهم طاعة عمياء، هؤلاء لهم شبه بالنصارى، الذين ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ﴾، الأحبار: العلماء، والرهبان: هم العُبَّاد، اتخذوهم أربابًا من دون الله، ما معنى هذا؟ أنهم سجدوا لهم، وأنهم ذبحوا لهم، وأنهم...؟ لا، بل كما بيَّنه الرسول صلى الله عليه وسلم: أنهم أحلُّوا لهم الحرام، فاستحلوه، وحرَّموا عليهم الحلال، فحرموه، هذه عبادتهم، ﴿وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُوٓاْ إِلَٰهٗا وَٰحِدٗاۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ سُبۡحَٰنَهُۥ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾، فدلَّ على أنه لا يجوز طاعة العلماء، والأمراء، والأنبياء، حتى الأنبياء لا يجوز أنهم يتخذونهم أربابًا من دون الله، حتى الأنبياء لا يُتَّخذون أربابًا من دون الله، فالنصارى اتخذوا المسيح ربًّا، فقالوا: إنه ابن الله - تعالى الله عما يقولون -، الربوبية خاصة لله عز وجل.
الصفحة 8 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد