وإن كان لكل منهم
شِرعة ومنهاج .
فالشرعة
هي الشريعة، قال الله تعالى: ﴿لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ
شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ﴾ [المائدة: 48]، وقال تعالى: ﴿ثُمَّ
جَعَلۡنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ فَٱتَّبِعۡهَا وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَ
ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ ١٨إِنَّهُمۡ لَن يُغۡنُواْ عَنكَ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡٔٗاۚ
وَإِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۖ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلۡمُتَّقِينَ
١٩﴾ [الجاثية: 18- 19]،
****
ولكن الأنبياء والمرسلون اتفقوا على توحيد الله والنهي عن الشرك: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي
كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ [النحل: 36] كل
الأنبياء يأمرون بعبادة الله وترك عبادة ما سواه، يأمرون بالتوحيد، وينهون عن
الشرك، هذا عليه جميع الأنبياء عليهم السلام، ويعبدون الله بشرائعهم التي شرعها
لهم في أوقاتهم.
ما دام أنه شرع لله، فإن التمسك به عبادة لله، إلى أن ينسخ، فإذا نسخ، يترك
العمل بالمنسوخ، ويؤخذ بالناسخ، فعبادة الله هي العمل بالشريعة في وقتها قبل أن
تنسخ، فإذا نسخت، ينتقل إلى الناسخ، ويترك المنسوخ؛ لأن الأمر أمر الله سبحانه
وتعالى.
شرعة يعني: شريعة، فالأنبياء لهم شرائع يختلف بعضها عن بعض، ولكن
ما دامت الشريعة لم تنسخ، فإنه يجب العمل بها، والعمل بها عبادة لله سبحانه وتعالى.
والشريعة للماء، يقال لمورد الماء: شريعة، شريعة الماء يعني: مورد
الماء، الشرعة.
فأخبر أن الله جعل للأنبياء السابقين شرائع، وجعل لمحمد صلى الله عليه وسلم
شريعة، وأمره باتباعها هو ومن آمن به. فمن لم يتبع شريعة
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد