×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

«والمنهاج» هو الطريق ؛ قال تعالى: ﴿وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لَأَسۡقَيۡنَٰهُم مَّآءً غَدَقٗا ١٦لِّنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِۚ وَمَن يُعۡرِضۡ عَن ذِكۡرِ رَبِّهِۦ يَسۡلُكۡهُ عَذَابٗا صَعَدٗا ١٧ [الجن: 16- 17].

فالشرعة بمنزلة الشريعة للنهر، والمنهاج هو الطريق الذي سلك فيه، والغاية المقصودة هي حقيقة الدين، وهي عبادة الله وحده لا شريك له، وهي حقيقة دين الإسلام،

****

الشريعة: هي الملة، والمنهاج: هو الطريق الذي يسير عليه الإنسان في دينه.

﴿وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ [الجن: 16]؛ أي: على الطريق الصحيح الموصل إلى الله، لسقاهم الله المطر، وأنزله عليهم في حينه وفي أوقاته؛ ماءً غدقًا، ولكن انحباس المطر إنما هو بذنوب بني آدم، يحبس الله المطر بسبب ذنوب بني آدم، الشاهد من قول: ﴿وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ [الجن: 16]؛ أي: على المنهج الرباني.

عبادة الله وحده لا شريك له هي حقيقة دين الإسلام، الذي هو دين جميع الأنبياء، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «الأَْنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلاَّتٍ: أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ» ([1]) مثل الإخوة من الأب: أمهاتهم مختلفة، وأبوهم واحد، فدين الأنبياء واحد، وهو الإسلام، وإن اختلفت شرائعهم التي شرع الله لهم؛ لأن الله يشرع لكل أمة ما يناسبها في وقتها، كل أمة يشرع الله لها ما يناسبها في وقتها، ثم ينسخ الله ذلك بما يناسب الوقت المستقبل وهكذا، إلى أن بُعث محمد صلى الله عليه وسلم،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3443)، ومسلم رقم (2365).