الرَّابِعُ: شَرِكةُ الأبدانِ: أنْ يشترِكا فيما يكتَسِبانِ بأبدانِهما،
فما تقبَّلُه أحدُهما مِن عمَلٍ يلزَمُهما فِعلُه. وتَصِحُّ فِي الاحْتِشاشِ
والاحْتِطابِ وسائِرِ المُباحاتِ. وإنْ مَرِضَ أحدُهُما فالكَسْبُ بينَهما. وإنْ
طالبَهُ الصَّحِيحُ أنْ يُقِيمَ مُقامَهُ لَزِمَهُ.
*****
«وَالوَضِيعَةُ
عَلَى قَدْرِ مِلْكَيْهِمَا» أي: الخُسارَةُ فيما يَشْتَرِيانِهِ إذا خَسِرَ،
يتحَمَّلُ كُلٌّ مِنهُما عَلَى قَدْرِ مِلْكِه، فمَنْ لَهُ الثُّلُث فعَلَيْهِ
ثُلُثُ الوَضِيعَةِ، وهكذا.
«والرِّبْحُ عَلَى
ما شَرَطاهُ» كما فِي شركة العِنانِ؛ لأَِنَّ شَرِكةَ الوُجوه بِمعناها؛ فأُعطِيَتْ
حُكْمَها.
«الرَّابِع: شَرِكة
الأبدانِ» أي: الشَّرِكة بالأبدانِ، فُحذِفَتِ الباءُ ثُمَّ أضيفَتِ الشَّرِكةُ إلى
الأبدانِ؛ سُمِّيَتْ بذلكَ؛ لأَِنَّهم بذَلُوا أبدانَهُم فِي الأعمالِ لتحصيلِ
المكاسبِ، بأن يشتَرِكا فِي كَسْبِهما مِن صنائِعهما، فما رزقَ اللهُ فهوَ
بينَهُما.
«أَنْ يَشْتَرِكَا
فِيما يَكْتَسِبانِ بأبْدانِهِمَا فمَا تقبَّلَهُ أحَدُهُما مِنْ عَمَلٍ
يَلْزَمُهُمَا فِعْلُهُ» لِتضمُّنِ الشَّرِكَةِ ذلك فيُطالبانِ بهِ جميعًا،
ويُطالَبُ به كُلُّ واحدٍ منهما وبما تقبَّلَه شريكُه مِن أعمالِ الشَّركةِ، ولكُلِّ
واحدٍ منهما طلبُ الأُجْرَةِ، وللمُستأجِر دفْعُها إلى أحدِهما؛ لأَِنَّ كُلَّ
واحدٍ منهما وَكيلٌ لصاحِبِه.
«وَتَصِحُّ فِي الاحْتِشاشِ والاحْتِطَابِ وَسَائِرِ المُباحَاتِ» أي: تَصِحُّ شركةُ الأبدانِ فِي هذه الأشياء؛ لِمَا رَوَى أبو داودَ بسندِه عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي الله عنه قال: «اشْتَرَكْتُ أَنَا وَسَعْدٌ وَعَمَّارٌ، يَوْمَ بَدْرٍ،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد