بابُ الرِّبا والصَّرْفِ
يَحرُمُ رِبَا الفَضْلِ فِي مَكِيلٍ ومَوزُونٍ بِيعَ بِجِنسِهِ، ويجِبُ
فيهِ الحُلُولُ والقَبْضُ. ولا يُباعُ مَكِيلٌ بِجِنسِهِ إلا كيْلاً، ولا
مَوْزُونٌ بجِنْسِهِ إلا وَزْنًا. وَلاَ بَعْضُهُ ببَعْضٍ جُزَافًا. فإنِ
اخْتَلَفَ الجِنْسُ جازَتِ الثَّلاثَةُ. والجِنْسُ مَا لهُ اسمٌ خاصٌّ يَشْمَلُ
أنْواعًا كَبُرٍّ ونحْوِه. وفُروعُ الأجْناسِ أجناسٌ كالأدِقَّةِ والأَخْبازِ
والأدْهانِ.
*****
«بابُ الرِّبا والصَّرْفِ» أي: هذا بابٌ
يُذْكَرُ فيهِ أحكامُ الرِّبا والصَّرْفِ والحِيَلِ وما يَتَعَلَّقُ بذلكَ.
و«الرِّبا» لغَةً:
الزِّيادةُ. قالَ تَعالى: ﴿فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡ﴾ [الحج: 5] أي:
عَلَتْ وارْتَفَعَتْ ([1]). وشرْعًا:
زِيادَةُ في شيءٍ مَخْصوصٍ هوَ المَكِيلُ والمَوْزونُ ([2]). وهو نَوْعانِ:
رِبَا فَضْلٍ، ورِبَا نَسْيئَةٍ.
و«الصَّرْفُ»:
بَيْعُ نقْدٍ بنَقْدٍ، والرِّبا مُحَرَّمٌ بالكِتابِ والسُّنَّةِ والإجْماعِ.
«يَحْرُمُ رِبَا الفَضْلِ فِي مَكِيلٍ ومَوزُونٍ بِيعَ بِجِنسِهِ» أي: في كلِّ مَكْيلٍ بِيعَ بِجِنسِه وكلِّ مَوزُونٍ بِيعَ بِجِنْسِه لحديثِ عُبادَةَ بنِ الصَّامِتِ: «الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ مِثْلاً بِمِثْلٍ، يَدًا بِيَدٍ». رواهُ أحمَدُ ومُسلمُ ([3]).
الصفحة 1 / 442
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد