بَابُ ذَوِي الأَرْحَامِ
يَرِثُونَ بِالتَّنَزُّلِ.
*****
لَما فَرغ مِن بَيانِ الإِرثِ بِالفَرض والإِرثِ
بالتَّعصيبِ انْتقلَ إلَى بَيان الإِرث بالرَّحم؛ لأنَّه سَبقَ أنْ قال: الوَرثَة
ثَلاثة أقْسام: ذُو فَرض، وذُو تَعصِيب، وذُو رَحِم، وذَوُو الأرْحَام يُراد بِهم
كلُّ قَريب لَيس بِذي فَرض ولا عَصَبة، فإذا انْقَرض أصحَابُ الفُروض وانْقرضَ
العَصبة فَإنَّ الإرثَ يَذهبُ إلَى ذَوي الأرْحام ([1])؛ لعمومِ قَولِه
تَعالَى: ﴿وَأُوْلُواْ
ٱلۡأَرۡحَامِ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلَىٰ بِبَعۡضٖ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِۚ﴾ [الأحزاب: 6]، فَهذا يَشملُ هَؤلاء لأنَّهم ذَوو رَحم،
والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُول: «الْخَالُ وَارِثُ مَنْ لاَ وَارِثَ لَهُ»
([2]) والخالُ المرَادُ
بِه أخُو الأمِّ، فَهُو مِن ذَوي الأرْحام، وإذا وَرثَ الخَال وهُوَ مِن ذوي
الأرحَام، فإنَّ غَيرهُ مِمَّن هُو مِثله يَرث بِالقياسِ عَليه، وَهذا قَول
طَائفةٌ مِن أهْل العِلم، ومِنهُم الإمَام أحْمد رحمه الله، لأنَّهم أولَى مِن
بَيت المَال؛ لأنَّ لَهم قَرابة بالمَيِّت، فهُم أوْلَى بمَاله مِن بَيت المَال
الذِي هُو لِعمومِ المُسلمِين.
وقولُه: «يَرِثُونَ بِالتَّنْزِيلِ». بَيان كَيفيَّة تَوريثِهم فَإنَّهم يَرثونَ بِالتَّنزيل، بِمعنى: أنَّهم يَنزلُون مَنزلَة مَن أدْلوا بهِ مِن ذَوي الفُروض أو العَصباتِ، فَمن يُدل بِالأبنَاء يَأخُذ نَصيبَهم ومَن يُدلِ بِالآباءِ يأخُذ نَصيبهُم، وَمن يُدل بِالإخْوَة والأخَوات يَأخذ نَصيبَهم، أو بِالأعمَام يأخُذ نَصيبَهُم.
الصفحة 1 / 442
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد