×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثالث

بابُ اللُّقَطَةِ

وهيَ مالٌ أو مُختَصٌّ ضَلَّ عنْ رَبِّهِ، وتَتْبَعَهُ هِمَّةُ أَوْسَاطِ النَّاسِ. فأَمَّا الرَّغِيفُ والسَّوْطُ ونحوهما؛ فيُمْلَكُ بِلاَ تَعْرِيفٍ. وَمَا امْتَنَعَ مِنْ سَبُعٍ صَغِيرٍ، كَثَوْرٍ وجَمَلٍ ونحوِهِمَا حَرُمَ أخْذُهُ. ولَهُ التقاطُ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ حَيَوَانٍ وَغَيْرِهِ إِنْ أمِنَ نفْسَهُ عَلَى ذَلِكَ، وَإلاَّ فَهُوَ كَغَاصِبٍ.

*****

 

  «بَابُ اللُّقَطَةِ» اللُّقَطَة - بِضَمِّ اللامِ وفتْحِ القافِ.

«وَهِيَ مَالٌ أَوْ مُخْتَصٌّ ضَلَّ عَنْ رَبِّهِ وَتَتْبَعَهُ هِمَّةُ أَوْسَاطِ النَّاسِ» هذا تعريفُها شرعًا ([1]).

«المالُ»: كالنَّقدِ والمَتاعِ.

«والمُختَصُّ»: كخمرِ الخَلال وجِلدِ المَيْتَةِ.

ومَعْنَى: «تَتْبَعُهُ هِمَّةُ أَوْسَاطِ النَّاسِ»: أنْ يهتَمُّوا بطَلَبِهِ.

وعَبَّرَ بأوْسَاطِ النَّاسِ؛ لأَِنَّ أشرافَهُم لا يهتمُّونَ بالشَّيءِ الكَبِيرِ، وأسقاطُ النَّاسِ قد تتْبَعُ هِمَمُهُم الرَّذْلَ الذي لا يُؤْبَهُ لهُ.

«فَأَمَّا الرَّغِيفُ وَالسَّوْطُ وَنَحْوُهُمَا؛ فَيُمْلَكُ بِلاَ تَعْرِيفٍ» أي: تُملَكُ هذهِ الأشياءُ فِي الحالِ؛ لِما رَوَى جابرٌ، قالَ: رخَّصَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي العصَا والسَّوطِ والحبلِ، يلتقِطُهُ الرَّجُلُ، ينتفِعُ به. رواهُ أبو داود([2])


الشرح

([1])انظر: «الإقناع» (3/ 41).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (1717).