بابُ اللَّقِيطِ
وَهُو طِفلٌ لا يُعْرَفُ نسبُه ولاَ رِقُّهُ، نُبِذَ أو ضَلَّ. وأَخْذُهُ
فرْضُ كِفايةٍ. وهو حُرٌّ وَمَا وُجِدَ معَهُ، أو تحتَهُ ظاهِرًا، أو مَدْفُونًا
طَرِيًّا، أو مُتَّصِلاً به، كحَيوانٍ وغيرهِ، أو قريبًا منه فلَهُ. ويُنْفَقُ
عَلَيْهِ منهُ، وإلاَّ فمِنْ بيتِ المَالِ. وَهُوَ مُسلِمٌ وحضانَتُه لواجدِه
الأمين، ويُنفَقُ عَلَيْهِ بغيرِ إِذْنِ الحاكِمِ. ومِيراثُهُ ودِيَتُهُ لبيتِ
المالِ. ووليُّهُ فِي العَمْدِ الإمامُ يتخَيَّرُ بيْنَ القِصَاصِ والدِّيَةِ.
*****
«بابُ اللَّقِيطِ» فِي بيانِ تفاصِيلِ
أحْكامِ اللَّقِيطِ. وَهُوَ لُغَةٌ: بِمَعْنى مَلْقُوط. فَعِيل بمَعْنَى مَفْعُول،
كَقَتِيلٍ، وجَرِيحٍ([1]).«وَهُو طِفلٌ لا
يُعْرَفُ نسبُه ولاَ رِقُّهُ، نُبِذَ أو ضَلَّ» هذا تعريفُه اصْطِلاحًا([2])، والمُرادُ
بِالطِّفْلِ هُنا: مَنْ دُونَ التَّمْيِيزِ، ومعنَى «ضَلَّ»: أي ضلَّ
الطَّرِيقَ.
«وَأَخْذُهُ فَرْضُ
كِفَايَةٍ» إذا قام به مَن يكفِي سقَطَ الإِثْمُ عَنِ الباقِينَ؛ لقولهِ تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى
ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ﴾ [المائدة: 2] فعُمومُ الآية يدُلُّ عَلَى وُجوبِ
التقاطِهِ؛ لأَِنَّ فِيهِ إحياءَ نَفْسِه.
«وَهُوَ حُرٌّ» أي واللقيطُ حُرٌّ فِي جمِيعِ الأحْكامِ؛ لأَِنَّ الحُرِّيَةَ هِيَ الأصلُ والرِّقُّ عارِضٌ، فإذا لم يعْلَم فالأصلُ عدَمُهُ.
الصفحة 1 / 442
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد