فَصْلٌ
إِذَا أَمْكَنَ نِسْبَةُ سَهْمِ كُلِّ وَارِثٍ مِنَ التَّرِكَةِ
كَنِسْبَتِهِ.
*****
هذهِ قِسمَة التَّركاتِ، و«التَّركَات»:
جَمعُ تركَة وَيُراد بها: مَا تَركَه الميِّت مِن مَالٍ، والمَالُ قَد يَكونُ
نُقودًا وقَد يَكُون عَقَارات وقَد يَكُون مَواشٍ، وجَميعُ أنْواعِ المَال تَدخُل
في التَّركة، وَسُمِّي بالتَّركَة تَعبِيرًا عَن تَرك المَيِّت لهُ، وَقد حَكمَ
اللهُ سُبحَانه أنَّ مَال المَيِّت يكون لوَرَثَته: ﴿وَأُوْلُواْ ٱلۡأَرۡحَامِ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلَىٰ بِبَعۡضٖ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِۚ﴾ [الأحزاب: 6].
فتَنتَقلُ التَّركةُ
مِن مِلكيَّة الميَّت إلَى الوَرثَة وَتدخُل فِي مِلكَّيتِهِم، ومعْنَى قِسمَة
التَّركات: مَعرِفة مَا لِكلِّ وَارث مِن التَّركة، وهذا هُو المَقصُود مِن
عِلمِ الفَرائضِ، فَإنَّ المَقصودَ مِن عِلم الفَرائضِ أن يُعرَف ما يَستحقُّه
كلُّ وارثٍ مِن التَّركة، ولا سَبيلَ إلى ذَلك إلاَّ بمَعرِفة أحْكام الفَرائضِ
أولاً ثمَّ دِراسَة حسَاب المَواريث، وَكيف تَتوصَّل إلى إعطاءِ الوَارث مَا
يَستحقُّه من التَّركة، فما مَضى كَلُّه وَسيلة إلَى هَذه النَّتيجة، فالنَّتيجَة
مِن دِراسَة الفَرائض هِي قِسمة التَّركة عَلى الوَرثَة، وهذه هي فَائدَة هذا
البَاب.
وقِسمَة التَّركات لَها طُرقٌ ذَكرها الفَرضيُّونَ، مِنها هذا الذي ذَكرَه المُصنِّف وَهُو طَريق النِّسبَة؛ لأنهَّا أسْهل الطُّرق للقِسمَة، والنِّسبة أن تَنسِب سِهام كلِّ وارِث إلى المَسألةِ وتأخذ له مِن التَّركة بِمقدار تِلك النِّسبَة.
الصفحة 1 / 442
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد