بَابُ المُوصَى إِلَيْهِ
تَصِحُّ وَصِيَّةُ المُسْلِمِ إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ مُكَلَّفٍ عَدْلٍ
رَشِيدٍ، وَلَوْ عَبْدًا، وَيَقْبَلُ بِإِذْنِ سَيَّدِهِ. وَإِذَا أَوْصَى إِلَى
زَيْدٍ وَبَعْدَهُ إِلَى عَمْروٍ، وَلَمْ يَعْزِلْ زَيْدًا؛ اشْتَرَكَا، وَلاَ
يَنَفَرِدُ أَحَدُهُمَا بِتَصَرُّفٍ لَمْ يَجْعَلْهُ لَهُ.
*****
«بَابُ المُوصَى إِلَيْهِ». وَهُو
المَأمُور بِالتَّصرُّف بَعد المَوتِ في المَال وغَيرهِ مِمَّا لِلمُوصَى
التَّصرُّف فِيه حَال الحَياةِ وَتدخُلهُ النِّيابَة. ولا بَأسَ بِالدُّخولِ في
الوَصيَّة لِمن قَوي عَليهِ وَوثِق مِن نَفسِه لِفعلِ الصَّحَابة، ويَدخُل فِي
عُمومِ قَولهِ تَعالَى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ
عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ﴾ [المائدة: 2]، فَهُو مَعونةٌ للمُسلِم.
«تَصِحُّ وَصِيَّةُ
المُسْلِمِ إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ مُكَلَّفٍ عَدْلٍ رَشِيدٍ». وَلاَ تَصحُّ إِلى
كَافرٍ ولا طِفلٍ ولا مَجنونٍ ولا إلى سَفيهٍ؛ لأنَّهم لَيسُوا مِن أهْل
التَّصرُّف والوَلايَة.
«وَلَوْ عَبْدًا». لأنَّه تَصحُّ
اسْتنَابتُه فِي الحَياةِ، فَصحَّ أنْ يُوصِي إِليهِ، وسَواءٌ كَان عَبدًا لَه أو
لِغيرِه.
«وَيَقْبَلُ
بِإِذْنِ سَيِّدِهِ». لأنَّ مَنَافِعه مُستحقَّةٌ لَه فَلا يُفوِّتها عَليهِ
بِغير إِذنهِ.
«وَإِذَا أَوْصَى
إِلَى زَيْدٍ وَبَعْدَهُ إِلَى عَمْروٍ وَلَمْ يَعْزِلْ زَيْدًا». أي: بَعدَ
إيصَائهِ إِلى زَيدٍ، أوْصى إِلى عَمروٍ.
«اشْتَرَكَا». فِي التَّصرف؛ لأنَّ اللَّفظَ لا يَدلُّ عَلى العَزلِ، والجَمعُ مُمكنٌ، كَما لو أوصَى إليهِمَا مَعًا.
الصفحة 1 / 442
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد