فَصْلٌ فِي تَصَرُّفَاتِ المَرِيضِ
مَنْ مَرَضُهُ غَيْرُ مَخُوفٍ كَوَجَعِ ضِرْسٍ وَعَينٍ، وَصُدَاعٍ؛
فَتَصَرُّفُهُ لاَزِمٌ كَالصَّحِيحِ وَلَوْ مَاتَ مِنْهُ. وَإِنْ كَانَ مَخُوفًا؛
كَبِرْسَامٍ، وَذَاتِ الجَنْبِ، وَوَجَعِ قَلْبٍ، وَدَوَامِ قِيَامٍ، وَرَعَافٍ،
وَأَوَّلِ فَالِجٍ، وَآَخِرِ سِلٍّ، وَالحُمَّى المُطْبِقَةِ، وَالرِّبْعِ، وَمَا
قَالَ طَبِيبَانِ مُسْلِمَانِ عَدْلاَنِ إِنَّهُ مَخُوفٍ، وَمَنْ وَقَعَ
الطَّاعُونُ بِبَلَدِهِ، وَمَنْ أَخَذَهَا الطَّلْقُ؛ لاَ يَلَزَمُ تَبَرُّعُهُ
لِوَارِثٍ بِشَيءٍ وَلاَ بِمَا فَوْقَ الثُّلُثِ إِلاَّ بِإِجَازَةِ الوَرَثَةِ
لَهَا إِنْ مَاتَ مِنْهُ. وَإِنْ عُوفِي فَكَصَحِيحٍ.
*****
«فَصْلٌ فِي تَصَرُّفَاتِ المَرِيضِ».
أي: في بَيانِ حُكمِ تَصرُّفَات المَريض ومُحابَاتهِ بِعطيَّة ونَحوِها، كَإبراءٍ
مِن دَينٍ أو صَدقَةٍ وَما يَتعلَّقُ بِذلكَ.
«مَنْ مَرَضُهُ
غَيْرُ مَخُوفٍ». أي: لا يُخافُ مِنهُ المَوتُ فِي العَادة.
«كَوَجَعِ ضِرْسٍ
وَعَيْنٍ، وَصُدَاعٍ؛ فَتَصَرُّفُهُ لازِمٌ كَالصَّحِيحِ وَلَوْ مَاتَ مِنْهُ». أي: كَتَصرُّف
الصَّحيحِ؛ لأنَّه حِين تَصرُّفه فِي حُكمِ الصَّحيحِ.
«وَإِنْ كَانَ
مَخُوفًا؛ كَبْرْسَامٍ». مَرضٌ فِي الدِّمَاغ يَختلُّ مِنه عَقلُ الإِنسَان.
«وَذَاتِ الجَنْبِ». التهَابٌ فِي
غلاَفِ الرِّئَة يَحدُث منْهُ سُعالٌ وحمَّى وألَمٌ في الجَنبِ.
«وَوَجَعِ قَلْبٍ،
وَدَوَامِ قِيَامٍ». وَهُو الإسْهَال.
«وَرَعَافٍ». نَزيفُ الدَّم منَ
الأَنفِ.
الصفحة 1 / 442
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد