×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثالث

بَابُ الهِبَةِ وَالعَطِيَّةِ

وَهِيَ التَّبَرُّعُ بِتَمْلِيكِ مَالِهِ المَعْلُومِ المَوْجُودِ فِي حَيَاتِهِ غَيْرَهُ. فَإِنْ شَرَطَ فِيهَا عِوَضًا مَعْلُومًا فَبَيْعٌ. وَلاَ يَصِحُّ مَجْهُولاً إِلاَّ مَا تَعَذَّرَ عِلْمُهُ.

*****

 

  «بَابُ الهِبَةِ وَالعَطِيَّةِ». أي: بَيَان أَحكَامِ الهِبَة والعَطِيةِ، وَتَصرُّفَات المَريضِ.

وَالهِبةُ لُغة: مَأخُوذة مِن «هُبُوب الرِّيحِ». أَي مُرورِه([1]). والعَطِية هُنا هِيَ الهِبةُ فِي مَرضِ المَوتِ.

«وَهِيَ التَّبَرُّعُ بِتَمْلِيكِ مَالِهِ المَعْلُومِ المَوْجُودِ فِي حَيَاتِهِ غَيْرَهُ». هذا تَعرِيفُهَا شَرعًا ([2])، وَقَولُه: «غَيْرَهُ». مَنْصُوبٌ عَلى أنَّهُ مَفعُول «تَمْلِيك».

وَخَرَج بِقَولِه: «التَّبَرُّع». عُقودُ المُعاوَضَات؛ كَالبيعِ وَالإِجارَة.

وخَرَج بِقَولِه: «تَمْلِيك». مَا فِيهِ إِباحَة مِن غَير تَمْليكٍ كَالعَارِيَة.

وَخَرجَ بِقولهِ: «المَال». مَا لَيسَ بِمَال؛ كَالكَلبِ وَجِلدِ المَيتَة.

وَخَرَج بِقَولِه: «المَوجُود». المَعدُوم، لاَ تَصِح الهِبَة فِي هَذِه الأَشيَاء.

وَخَرجَ بِقولهِ: «فِي الحَيَاة». الوَصيَّة؛ لأنَّهُ تَبرعٌ بَعدَ المَوتِ.


الشرح

([1])انظر «لسان العرب»: (1/ 803).

([2])انظر «المطلع»: (ص: 291)، و«الإقناع»: (3/ 101).