×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثالث

«فإنْ أصرَّت هَجَرَها في المَضْجَع ما شَاء وفي الكلامِ ثلاثةَ أيَّام» هذه هي الخُطوةُ الثانية - إذا استمرَّت على النُّشوزِ ولم تُجْدِ فيها الموعظةُ - وهي الهَجْر ومعناه التَّركُ، وهو على نوعين:

النوع الأول: تَرْك مُضاجَعَتِها في الفِراش. أو بأنْ يُولِّيها ظهرَه وهذا النَّوع من الهَجْر لا يتحدَّدُ بمُدَّة.

النوع الثاني: تَرْك مُكالمتِها لمدةِ ثلاثةَ أيَّام؛ لحديثِ أبي هُريرةَ مرفوعًا: «لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ» ([1]).

«فإن أصرَّت ضَربَها غير مُبرِّح» هذه هي الخُطوة الثَّالثة: أي إذا استمرَّت على النُّشوزِ ولم ينفعْ فيها الهَجْرُ المذكورُ فإنَّه يضربُها ضربًا غيرَ شديدٍ لقولِه صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَجْلِدُ أَحَدُكُمُ امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ ثُمَّ يُضَاجِعُهَا فِي آخِرِ الْيَوْمِ» ([2]).

ودليلُ هذه الخُطوات الثَّلاثةِ المذكورةِ قولُه تعالى: ﴿وَٱلَّٰتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهۡجُرُوهُنَّ فِي ٱلۡمَضَاجِعِ وَٱضۡرِبُوهُنَّۖ [النساء: 34].

*****


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (6065)، ومسلم رقم (2558).

([2])أخرجه: البخاري رقم (4942)، ومسلم رقم (2855).