×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

 الذين نزل عليهم الإنجيل، وهم أمة عيسى بن مريم عليه السلام، لكنهم انحرفوا عن اتِّباع موسى وعيسى عليهما السلام، ولما بُعث محمد صلى الله عليه وسلم كفروا به، واليهود كفروا بعيسى عليه السلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم، والنصارى كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم، ومَن كفر بنبيٍّ واحد، فإنه كافر بالله وبجميع رسله: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضٖ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضٖ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ١٥٠أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ حَقّٗاۚ وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٗا مُّهِينٗا ١٥١ [النساء: 150- 151]، لا مرية فيه، فمن كفر بنبي واحد، كفر بالجميع، وهو كافر بالله الذي أرسل الرسل: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضٖ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضٖ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ١٥٠أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ حَقّٗاۚ وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٗا مُّهِينٗا ١٥١، فأبطل إيمانهم برسلهم، لما كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأبطل إيمان اليهود بموسى عليه السلام، لما كفروا بعيسى عليه السلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم: ﴿لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ، إذا كان هذا في اليهود والنصارى، وهم أهل كتاب، كيف بغيرهم من الوثنيين وعُبَّاد الأصنام، والملاحدة من باب أولى؟! ﴿لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ لا تتولَّوهم بالمحبة والمناصرة، بل أبغضوهم لله عز وجل؛ لأن الله يبغضهم، ﴿لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ [الممتحنة: 1]، ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ، الكفار بعضهم أولياء بعض، قطع الولاية بينهم وبين المسلمين، بعضهم أولياء بعض، فالكافر ولي الكافر، اليهودي ولي اليهودي، والنصراني ولي النصراني، ففرق


الشرح