×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

بينهم وبين المؤمنين، ثم قال: ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ يكون يهوديًّا أو نصرانيًّا إذا تولاهم، يكون منهم، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ؛ عقوبة لهم، وسمى ذلك ظلما، وأخبر أنه لا يهدي من اتصف به، فمن والى اليهود والنصارى، فإنه ظالم، والله لا يهدي القوم الظالمين؛ عقوبة لهم، وإنما يهدي أهل الإيمان الذين يقبلون الحق، أما من أعرض عن الحق، فإن الله يحرمه منه؛ عقوبة له ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ، ثم أخبر عن المنافقين الذين يدعون الإسلام، وما أكثرهم! لا كَثَّرهم الله يَدَّعون الإسلام، وهم يوالون اليهود والنصارى ﴿فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مرض النفاق ﴿يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ يتولون اليهود والنصارى، يضعون معهم يدهم؛ لو أن اليهود والنصارى انتصروا على المسلمين، فيكون لهم عندهم يد، فهم يسيئون الظن بالله عز وجل، ويظنون أن الله سيخذل المسلمين، وينصر أو يرفع اليهود والنصارى، هذا سوء ظن بالله عز وجل، ﴿نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ قال الله سبحانه وتعالى: ﴿فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرٖ مِّنۡ عِندِهِۦ؛ أن ينصر المسلمين، «وعسى»من الله واجبة، هذا وعد من الله أنه سينصر المسلمين، ويفتح لهم بالنصر، أو أمر من عنده عز وجل ينفذه في اليهود والنصارى، فيصبح هؤلاء المنافقون مفتضحين ﴿فَيُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ نَٰدِمِينَ، والعياذ بالله، وقد حصل هذا، الله فضح المنافقين، وخذل اليهود والنصارى، وأعز الإسلام والمسلمين، فافتضح المنافقين في مواقف كثيرة، ولا يزال هذا إلى أن تقوم الساعة، ما بقي الإسلام


الشرح