﴿يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ يجاهدون الكفار وأعداء الله، يجاهدونهم باللسان، ويجاهدونهم باليد، ويجاهدونهم بكل أنواع الجهاد، ﴿يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ﴾؛ لأن الجهاد هو قوام الدين، فلا يقوم الدين بدون الجهاد في سبيل الله، الذي يقمع أولياء الشيطان، ويقمع الكفار، ﴿وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ﴾، هذا الإيمان وهذه القوة في دين الله، وهذه الرحمة للمؤمنين، وتولي المؤمنين هذا فضل الله، يوفِّق الله له من يشاء من عباده ممن يقول الحق، ويريد الحق، أما من أعرض عن الحق، فإن الله يحرمه، ﴿وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ﴾ واسع الرحمة، واسع الرزق، واسع الملك، واسع بكل أنواع السعة سبحانه وتعالى، وعليم بكل شيء، فيعلم المؤمن الحقيقي من المنافق، الذي يظهر الإيمان، ويبطن الكفر، الله يعلم، لا يخفى عليه شيء، ثم قال عز وجل لما ذكر هؤلاء الذين يتولون اليهود والنصارى، وهم يدَّعون الإسلام، قال عز وجل: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا﴾، الذين يجب أن تتولاهم هم: الله عز وجل في محبته وطاعته، وخوفه، ورجائه، وعبادته بجميع أنواع العبادة، ورسوله بطاعته، واتباعه، ومحبته، التمسك بسنَّته صلى الله عليه وسلم، والذين آمنوا هم إخوانكم، وهم أولياؤكم، وأنتم أولياؤهم ﴿وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ﴾ [التوبة: 71]، هذا شأن المؤمنين، بعضهم أولياء بعض، واليهود بعضهم أولياء بعض: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا﴾؛
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد