يعني: لا تتولوا غير الله
ورسوله والمؤمنين، لا تتولوا الكفار، سواء كانوا كتابيين أو غير كتابيين، لا
تتولوهم بالمحبة والنصرة، ﴿إِنَّمَا
وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ
وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ﴾، هذه صفة أولياء
الله، صفة أولياء الله أنهم يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويطيعون الله ورسوله: ﴿ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ
وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ﴾؛ ملازمون للصلاة،
عَبَّر عن الصلاة بالركوع؛ لأن الركوع هو أعظم أركان الصلاة، ويدخل فيه السجود،
السجود يسمى ركوعًا؛ لأنه خضوع لله سبحانه وتعالى، ثم بيَّن سبحانه وتعالى مَن الغلبة
له؟ هل الغلبة تكون لأولياء الشيطان وأولياء اليهود والنصارى، أو تكون الغلبة
لأولياء الله؟
﴿وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ﴾، سماهم حزبه، إذًا
الفريق الثاني حِزْب مَن؟ حزب الشيطان. ﴿وَمَن
يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ
هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ﴾، هم الغالبون، نعم قد يحصل عليهم بعض النكسات، يحصل
عليهم بعض المصائب، لكن هذا بسبب مِن قِبَلهم، فإذا أصلحوا خللهم، أعطاهم الله
الغلبة، والعاقبة، العاقبة للمتقين.
فبيَّن في هذه الآيات أن أولياء الله هم أهل الإيمان، الذين يتولى بعضهم بعضا، وأن أولياء الشيطان هم الكفار والمنافقون، الذين يتربصون ويترددون بين هؤلاء وهؤلاء، ليسوا مع المؤمنين، ولا مع الكفار ﴿مُّذَبۡذَبِينَ بَيۡنَ ذَٰلِكَ لَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ وَلَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِۚ﴾ [النساء: 143]، هؤلاء هم أولياء الشيطان، هذا فرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
الصفحة 6 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد