نتيجة الإيمان والصبر،
وقولهم: ﴿حَسۡبُنَا ٱللَّهُ
وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ﴾، هذه النتيجة، ﴿فَٱنقَلَبُواْ بِنِعۡمَةٖ
مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ لَّمۡ يَمۡسَسۡهُمۡ سُوٓءٞ وَٱتَّبَعُواْ رِضۡوَٰنَ ٱللَّهِۗ﴾، هؤلاء هم أولياء
الله سبحانه وتعالى: ﴿وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ
عَظِيمٍ﴾؛ حيث منَّ عليهم بالأجر والسلامة، وأمدهم بالقوة في
خروجهم، فلم يتضعضعوا، ﴿فَٱنقَلَبُواْ بِنِعۡمَةٖ
مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ لَّمۡ يَمۡسَسۡهُمۡ سُوٓءٞ وَٱتَّبَعُواْ رِضۡوَٰنَ ٱللَّهِۗ
وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَظِيمٍ﴾، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ﴿حَسۡبُنَا
ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ﴾ قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عليه السلام حِينَ أُلْقِيَ فِي
النَّارِ، قَالَ: ﴿حَسۡبُنَا ٱللَّهُ
وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ﴾ قال الله عز وجل: ﴿قُلۡنَا
يَٰنَارُ كُونِي بَرۡدٗا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ﴾ [الأنبياء: 69]، وَقَالَهَا
مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالوا:﴿إِنَّ
ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا وَقَالُواْ حَسۡبُنَا
ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ﴾ [آل عمران: 173] ([1])، فكانت النتيجة
أنهم انقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء، هذه النتيجة، وهؤلاء هم أولياء
الله سبحانه وتعالى، دائمًا وأبدًا يكون الله معهم، ثم ذكر أولياء الشيطان، فقال: ﴿إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ﴾؛ أي: هذه الشائعة
التي سمعتم، وهذا الكلام، وهذا التهديد إنما هو من الشيطان.
﴿يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ﴾ فيها وجهان:
الأول: ﴿يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ﴾ المفعول الأول محذوف، تقديره: يخوِّفكم أولياءه، يخوِّفكم - أيها المسلمون - أولياءه من الكفار والمشركين.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4563).
الصفحة 4 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد