ثم إن المشركين تلاوموا، وقالوا: كيف نترك بقيتهم؟ لماذا لا نرجع ونستأصل بقيتهم؟ فأرسلوا مندوبًا منهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أننا سنعود إليكم، ونستأصل بقيتكم، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر كل من حضر المعركة من الأصحاء والجرحى أن لا يتخلف أحد، فنهضوا رضي الله عنهم بجروحهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وأمر ألاَّ يخرج إلاَّ من حضر الوقعة، فخرجوا بجروحهم رضي الله عنهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وساروا في أثر المشركين، ثم نزلوا منزلا يقال له: حمراء الأسد، نزلوا منزلا، فلما بلغ المشركين أن المسلمين خرجوا في أثرهم أصابهم الرعب، وقالوا: ما خرجوا إلاَّ وفيهم قوة، فهزمهم الله، ولم يرجعوا إلى المسلمين، بل أصابهم الرعب، ومضوا في طريقهم إلى مكة، وكفى الله المؤمنين شرهم، لكن بعد ماذا؟ بعد الامتحان، وبعد إظهار القوة والإيمان﴿ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ﴾؛ أي: مندوب من المشركين، ﴿إِنَّ ٱلنَّاسَ﴾؛ أي: المشركين، ﴿قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ﴾؛ قد جمعوا لكم يريدون الرجوع، هم على أثر المعركة، وفيهم الدماء والجروح ﴿فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا﴾ ما تضعضعوا، ولا جبنوا، زادهم ذلك قوة؛ لأنهم يؤمنون بالله عز وجل، وهؤلاء هم أولياء الله، ﴿فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ﴾؛ أي: الله كافينا، ﴿وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ﴾ الموكول إليه أمرنا، فلم يتضعضعوا من التهديد، ولم يخافوا من المشركين؛ لقوة إيمانهم، ﴿حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ﴾، هذا ما قالوه، وخرجوا بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل: ﴿فَٱنقَلَبُواْ﴾؛ يعني: رجعوا سالمين ﴿بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ لَّمۡ يَمۡسَسۡهُمۡ سُوٓءٞ﴾ نتيجة ماذا؟
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد