×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

 نسبوا إلى الله أنه أمرهم أن يطوفوا بالبيت عراة، وأن يكشفوا عوراتهم، فكذبوا على الله سبحانه وتعالى: ﴿وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ، رد الله عليهم، وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ؛ هذا يتنافى مع شرع الله سبحانه وتعالى، لا يأمر بالفحشاء أمر تشريع، أما الأمر الكوني والقدري، فهذا يقدِّره الله عقوبة على من قدَّره عليه، لكن الأمر الشرعي أبدًا مستحيل أن يشرع الله لعباده كشف العورات؛ لأنه فحشاء، والله لا يأمر بالفحشاء من هذا وغيره، ﴿قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ﴿وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ، هذا قول على الله بغير علم، والقول على الله بغير علم أشد من الشرك، قال عز وجل: ﴿قُلۡ أَمَرَ رَبِّي بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ، هذا الذي أمر الله به عند كل صلاة،﴿عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ؛ يعني: عند كل صلاة، أقيموا وجوهكم؛ يعني: أخلصوا نياتكم وقصدكم لله عز وجل، ﴿قُلۡ أَمَرَ رَبِّي بِٱلۡقِسۡطِۖ؛ يعني: بالعدل. وكشف العورات ليس من العدل، ﴿قُلۡ أَمَرَ رَبِّي بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ، أخلصوا لله في صلواتكم وطوافكم باليت؛ لأن البيت مسجد، وكشف العورة عند البيت هذا ليس من إقامة الوجوه، بل هو من الظلم، ومن صرف الوجوهِ عن الله عز وجل إلى الشيطان، ﴿وَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۚ؛ أي: الدعاء، فسمى الدعاء دينا، وفي الحديث: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (1479)، والترمذي رقم (2969)، وابن ماجه رقم (3828)، وأحمد رقم (18391).