الدعاء هو أعظم أنواع العبادة، وهو أعظم أنواع الدين، ﴿مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۚ
كَمَا بَدَأَكُمۡ تَعُودُونَ﴾؛ كما خلقكم أول مرة، فإنه يعيدكم يوم القيامة، والإعادة
أهون من البداءة في نظر العقول: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي
يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَهُوَ أَهۡوَنُ عَلَيۡهِۚ وَلَهُ ٱلۡمَثَلُ
ٱلۡأَعۡلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ﴾ [الروم: 27] ﴿كَمَا بَدَأَكُمۡ تَعُودُونَ﴾؛ حيث خلقكم من
العدم، تعودون عند البعث كما كنتم في خلقتكم الأولى، ﴿وَعُرِضُواْ
عَلَىٰ رَبِّكَ صَفّٗا لَّقَدۡ جِئۡتُمُونَا كَمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ أَوَّلَ
مَرَّةِۢۚ﴾ [الكهف: 48] ﴿فَرِيقًا
هَدَىٰ﴾ هدى الله سبحانه وتعالى ﴿وَفَرِيقًا
حَقَّ عَلَيۡهِمُ ٱلضَّلَٰلَةُۚ﴾؛ بسبب كفرهم وتوليهم للشيطان، السبب ما هو؟ حق عليهم
الضلالة، ما السبب؟ هل الله ظلمهم؟ لا، ﴿ۚ
إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُواْ ٱلشَّيَٰطِينَ أَوۡلِيَآءَ﴾، هذا هو السبب ﴿إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُواْ ٱلشَّيَٰطِينَ
أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱللَّهِ﴾؛ فتركوا ولاية الله، وأخذوا ولاية الشيطان -والعياذ
بالله- ﴿إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُواْ
ٱلشَّيَٰطِينَ﴾، التي تدعوهم إلى الشرك، وإلى كشف العورات، وإلى الضلال
وإلى السفور، اتخذوهم أولياء، تولوهم وأحبوهم، واتبعوهم من دون الله، والمصيبة أشد
﴿ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ﴾، ويقولون: هذا هو
الصحيح.
يزين لهم - والعياذ بالله -، ويقولون: هذا هو الصحيح، وهذا هو الرقي، وهذا هو الحضارة، والدين تخلُّف ورجعية...، إلى آخر ما يقولون، هم لو كانوا يعرفون أنهم على ضلال، لهان الأمر؛ لأنهم يُرجى أن يرجعوا، لكن المشكلة أنهم يحسبون أنهم مهتدون، فلا يرجعون، هذا من تمام الابتلاء - والعياذ بالله -، يحسبون أنهم
الصفحة 3 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد