قال
تعالى: ﴿وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّۧنَ
مِيثَٰقَهُمۡ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٖ وَإِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَۖ
وَأَخَذۡنَا مِنۡهُم مِّيثَٰقًا غَلِيظٗا ٧ لِّيَسَۡٔلَ ٱلصَّٰدِقِينَ عَن صِدۡقِهِمۡۚ
وَأَعَدَّ لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابًا أَلِيمٗا ٨﴾ [الأحزاب: 7، 8] .
****
ٱلدِّينِ
مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ
إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ
فِيهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِۚ ٱللَّهُ يَجۡتَبِيٓ
إِلَيۡهِ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِيٓ إِلَيۡهِ مَن يُنِيبُ﴾ أمة واحدة ﴿وَإِنَّ هَٰذِهِۦٓ
أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱتَّقُونِ﴾ [المؤمنون: 52]، ﴿إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ
أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 92]،
فلا يجوز التفرق في الدين؛ لأن الدين واحد، فلا يجوز التفرق فيه، كلٌّ له دين،
وكلٌّ له نِحلة، وكل له طريقة، الطريق واحد، الدين واحد هو دين الله سبحانه وتعالى،
ما نبتكر شيئًا من عندنا.
هذه الآية الثانية التي ذكر الله فيها أولي العزم في سورة الأحزاب. هؤلاء
هم الخمسة أولو العزم.
وأفضل أولي العزم محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه إمام المرسلين، وميزه الله
بمزايا ليست عند غيره، منها أنه بعثه إلى الناس كافة، وكان كل رسول يبعث إلى قومه
خاصة، وهذا الرسول بعث إلى الناس كافة، وشريعة كل رسول تنتهي وتنسخ بشريعة بعدها،
إلاَّ هذه الشريعة؛ فإنها باقية إلى أن تقوم الساعة، فهذه من خصائصه صلى الله عليه
وسلم، ومما يدل على فضله صلى الله عليه وسلم على غيره من المرسلين. ومن بعده
إبراهيم، بعد محمد صلى الله عليه وسلم إبراهيم، فأفضل أولي العزم الخليلان؛ محمد
وإبراهيم - عليهما الصلاة والسلام -، قال عز وجل: ﴿وَمَنۡ
أَحۡسَنُ دِينٗا مِّمَّنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ وَٱتَّبَعَ
مِلَّةَ
الصفحة 3 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد