×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وفضائله صلى الله عليه وسلم وفضائل أمته كثيرة،ومن حين بعثه الله جعله الفارق بين أوليائه وبين أعدائه،فلا يكون وليَّا لله إلاَّ من آمن به وبما جاء به، واتبعه باطنًا وظاهرًا،

****

قال والحمد لله: «وفضائله» أي: النبي صلى الله عليه وسلم، التي فاز بها على غيره من الأنبياء والمرسلين، ومن سائر الخلق صلى الله عليه وسلم «وفضائل أمته»على سائر الأمم «كثيرة»مذكورة في القرآن والسنة.

منذ بعثه الله، أرسله إلى الناس، جعله فارقًا بين أولياء الله وأولياء الشيطان، فرق الله به بين الحق والباطل، بين الهدى والضلال، بين الرشد والغي، بما أنزل الله عليه من الكتاب والسنة، وبما أعطاه الله من القدرة على البيان والإيضاح، ومما أعطاه الله من النصح والأمانة، فهو صلى الله عليه وسلم فرق الله به بين الحق والباطل.

لا يكون وليًّا لله إلاَّ من آمن به - أي: بالرسول صلى الله عليه وسلم - باطنًا وظاهرًا، فلا يكفي أنه يؤمن به في الظاهر كالمنافقين الذين قالوا: ﴿إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ قَالُواْ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَكَٰذِبُونَ [المنافقون: 1]؛ لأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، وكذلك من آمن به في الباطن، ولم يقر له بالرسالة، وذلك كالمشركين، واليهود والنصارى الذين يعرفون أنه رسول الله، لكن منعهم الكبر والحسد والحمية الجاهلية من الإقرار برسالته صلى الله عليه وسلم، قال عز وجل: ﴿قَدۡ نَعۡلَمُ إِنَّهُۥ لَيَحۡزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَۖ فَإِنَّهُمۡ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ [الأنعام: 33] وقال في اليهود والنصارى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمۡۖ وَإِنَّ فَرِيقٗا مِّنۡهُمۡ لَيَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ [البقرة: 146]، فلا يكون مؤمنًا بهذا الرسول صلى الله عليه وسلم إلاَّ من آمن به ظاهرًا وباطنًا.


الشرح